تعتبر ظاهرة تسريحة (الكدش) التي تنتشر في أوساط الشباب هذه الأيام من التقليعات والموضات الشبابية الجديدة والتي يعتبرونها ويدافعون ويصفونها ب(الحرية الشخصية).
وفي المقابل يطالب آخرون بمنع الظاهرة لتعارضها مع التوجيهات الإسلامية والعادات والتقاليد الاجتماعية وفي هذا السياق يقول الأستاذ عبد الله بن محمد المنصور رئيس هيئة بريدة والمتحدث الرسمي لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة القصيم: إن ظاهرة الكدش تنتشر في أوساط الشباب الذين يحكمهم الفراغ ويهدفون للفت الأنظار ويضيف عندما نمعن النظر ونقف عند كلمة “الكدش” التي تعني الحيوان الهجين بين الحصان والبغل أعجب كيف يرضى ابناؤنا بمثل هذا!. ويرى المنصور من وجهة نظره أن الأسباب الرئيسية في انتشارها عائد للشباب أنفسهم ليجعلوا من شعورهم قصصا تروى فالموضوع في مجمله حب للظهور والتميز.اما الأخصائي الاجتماعي الأستاذ عبد الله بن سلمان فيرجع الأسباب والدوافع لعدة أمور نفسية واجتماعية وثقافية ومن ضمن تلك الأسباب التقليد الذي هو أساس الدوافع وقد يكون التقليد لمشاهير الرياضة أو الفن أو للثقافات الأخرى هو اكبر الدوافع وربما أن من ضمن الأسباب والدوافع أن البعض من الشباب لديه عقد في الإشباع النفسي في مراحل الطفولة بسبب ضغط الأسرة أو الشارع وبعض العادات والتقاليد مما جعله يقوم بإشباع رغباته النفسية من خلال المظهر وقصات الشعر بعد أن أصبح كما يرى هو رقيب ذاته بعد أن خرج عن سيطرة الأسرة وتفلت من عادات وتقاليد المجتمع التي كانت هي الخط الذي لا يمكن تجاوزه بسهولة، فأصبح يتحرر من بعض تلك العقد ويفعل ما يشاء.
علاج الظاهرة
يجزم الأستاذ عبد الله المنصور رئيس هيئة بريدة أن تصرفات هؤلاء الفئة الغالية علينا من أبناء وطننا هي تصرفات صادرة من قلوب نقية يمكن كسبها وتوجيهها التوجيه السليم ويضيف: ألحظ هذا من خلال اطلاعي على اغلب من يتم توجيههم من قبل أعضاء الهيئة حيث يستجيبون بمجرد النصيحة وللمرة الأولى وهناك البعض منهم من يعاند ويكابر ويجعل من شكله وهيئته شخصا يلفت النظر وهو بتصرفه لبس لباس الشهرة الذي توعد الله لابسه بالعقوبة.
ورغم اعتبار أن ظاهرة الكدش من الظواهر السلوكية الشبابية والتي انتشرت في المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة يعتبر الأستاذ عبد الله سلمان أن انتشارها لا يشكل قلقا أو مشكلة كبيرة بالنسبة للتربويين وأولياء الأمور بل يعتبرونه سلوكا فرديا الهدف منه التقليد ومحاكاة الآخر ولفت النظر الجمعي مثلها مثل بعض السلوكيات المختلفة والتي تظهر بين أوساط الشباب لفترة زمنية ثم تتلاشى وتنتهي ويضيف لعلنا نتذكر بعض السلوكيات الشبابية خلال السبعينيات في الملاعب السعودية حيث أصبح غالبية الرياضيين يطلقون الشعر دون ترتيب أو تهذيب.
ويضيف حين نتطرق لدور المجتمع وطريقة تعامله مع اي ظاهرة تنشأ لدى الشباب سواء بالقبول أو الرفض وذلك من خلال القياس الجمعي والمعروف في العادات والتقاليد نجد أن المجتمع له الدور الأساسي في معالجة تلك الظواهر ورفضها لكن الاختلاف باختلاف المناطقية فمثلاً بالمنطقة الغربية أو الشرقية رقابة المجتمع اقل منها في المنطقة الوسطى أو المنطقة الجنوبية.
C:\Documents and Settings\ESQ-Asus\Desktop\626028026366.jpg
ويؤكد الأخصائي الاجتماعي عبد الله سلمان المعالجة تبدأ من المنزل ومن ثم المدرسة ووسائل الإعلام المختلفة ورئاسة رعاية الشباب خاصة فيما يتعلق بسن الأنظمة والتعليمات التي تمنع القصات الغريبة في الوسط الرياضي ومتابعة أولياء الأمور لأبنائهم وملاحظة سلوكياتهم ومظهرهم العام ومحاولة تعديل ذلك السلوك وتوفير البديل وإيجاد مناشط متنوعة للشباب خاصة فيما يتعلق في القضاء على وقت الفراغ ومن المهم جداً وجود القدوة الحسنة والنموذج الطيب في الأسرة أو من خلال مجموعة الأصدقاء لتتم المحاكاة من نموذج مثالي في المجموعة.
تشبه
ويرى الدكتور ماجد بن محمد المرسال المستشار في وزارة الشؤون الإسلامية المدير العام للتوعية العلمية والفكرية أن الكدش من المظاهر المؤسفة التي تنتشر اليوم بين الشباب لما فيه من الخروج على النسق العام للقيم الاجتماعية لمجتمعنا المسلم ولما فيه أيضا من تبعية ظاهرة لقيم غير المسلمين وهو يدل على ضعف شخصية الشاب الذي يتتبع هذه الصرخات والموضات ويحرص على الخروج عن المألوف في المظهر العام سواء فيما يتعلق بقصات الشعر أو فيما يتعلق باللباس أو بالعطورات أو الإكسسوارات وغيرها ولهذه الظواهر السيئة آثار سلبية كثيرة.
وقال: لذا ينبغي التحذير من هذه المظاهر كهذه القصات وغيرها وتوعية الشباب بجوانبها السلبية وحثهم على الاعتزاز بشخصيتهم الإسلامية وقيم مجتمعهم المسلم.
منقوووووووووووول